| 0 التعليقات ]



تصاب نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة باصفرار في لون الجلد والعينين وهو ما يسمى بـ"اليرقان" أو "أبو صفار" أو بأسماء أخرى على حسب البلدان.

ويظهر اليرقان عادة في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة.. أما اليرقان الذي يلاحظ من اللحظة الأولى لولادة الطفل فهو حالة مرضية خاصة، ولا ينطبق عليها كل ما سيرد في هذه الصفحة. وكل يرقان يلاحظ منذ اللحظة الأولى للولادة يستدعي استشارة طبيب الأطفال مباشرة، دون أي تأخير؛ لأنه قد يخفي خلفه أمراضاً هامة. وأكثر حالات اليرقان عند الطفل حديث الولادة تسمى بـ"اليرقان الفيزيولوجي"، وكلمة "فيزيولوجي" تعني أنه يرقان طبيعي وسيزول من تلقاء نفسه.

ما هو اليرقان؟

اليرقان هو ارتفاع في قيمة مادة في دم الطفل تسمى "البيليروبين"، و"البيليروبين" ينتجه جسم الإنسان بشكل طبيعي من تحطم الكريات الحمراء، ثم يقوم الكبد بالتقاط هذه المادة وطرحها عن طريق البراز، وخلال هذه العملية الطبيعية تكون قيم بيليروبين الدم عند الطفل ضمن الحدود الطبيعية ولا يظهر اللون الأصفر على الطفل.

ولا يفيد إعطاء الطفل الماء والسكر، أو السيروم السكري، أو وضع الطفل تحت ضوء لمبة النيون في إزالة اللون الأصفر من الطفل.. وهذه ممارسة خاطئة وخطيرة؛ لأنها تعطي الأهل الشعور بأمان كاذب وأنهم يعالجون الطفل، بينما تكون قيم "البيليروبين" آخذة فى الارتفاع وقد تؤذي الطفل.

لماذا يحدث اليرقان؟

يحدث اليرقان عند بعض الأطفال حديثي الولادة نتيجة لعدة أسباب، أهمها.. هو عدم نضج الكبد عند الطفل، حيث إن الكبد لا يستطيع التخلص من كمية "البيليروبين" الزائد في الدم، كذلك زيادة إنتاج "البيليروبين" في هذه الفترة من حياة الطفل وزيادة امتصاص "البيليروبين" من أمعاء الطفل..

ويؤدي ارتفاع قيم "البيليروبين" إلى ظهور اللون الأصفر في الجلد والعينين، وأول ما يظهر اللون الأصفر على وجه الطفل، ثم يتجه ظهور اللون نحو الأسفل، نحو الصدر، ثم البطن وأخيراً تصاب القدمان.

ما هي خطورة اليرقان على الطفل حديث الولادة؟

أكثر حالات اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة هي حالات سليمة، وتزول وحدها، ولكن أحياناً إذا حدث ارتفاع شديد في قيم "البيليروبين" يمكن أن يكون اليرقان خطيراً جداً، ويؤدي إلى تراكم هذه المادة في دماغ الطفل وتأذي الدماغ، وإصابة الطفل بحالة خطيرة تسمى "اليرقان النووي"، وقد يصاب نتيجة لذلك بالتخلف العقلي والشلل الحركي.

متى يصبح اليرقان خطيراً ؟

تختلف قيم "البيليروبين"، التي يصبح عندها اليرقان خطيراً على الطفل، وذلك حسب وزن وعمر الطفل ووجود حالة مرضية معينة لديه، ويتم تحديد قيم "البيليروبين" من خلال معايرة هذه المادة بأخذ عينة من دم الطفل، وأفضل طريقة يلجأ إليها الأهل هي زيارة الطبيب، وهو الذي يقرر حاجة الطفل لأي إجراء مثل هذا.

كيف تعرفين إذا كان طفلك مصاباً باليرقان؟

يمكنك معرفة ذلك إذا كان لون الطفل حديث الولادة أحمر داكناً عادة، ومن الصعب على الأهل غالباً معرفة وجود لون أصفر في جلد الطفل إلا إذا كان هذا اللون شديداً.

ومن الأمور التي تسهل اكتشاف وجود اليرقان هو ضغط جلد الطفل بشكل بسيط وملاحظة تغير لون جلد الطفل نحو الأصفر، وأفضل مكان لذلك هو جبهة أو أنف الطفل.

ويجب ملاحظة لون الطفل تحت ضوء الشمس العادي أو ضوء النيون؛ لأن هناك أموراً بسيطة تعطي انطباعاً كاذباً بأن لون الطفل أصفر أكثر مما هو في الواقع.. لذلك يجب عدم ملاحظة لون جلد الطفل تحت لون لمبة حمراء، ويجب عدم إلباس الطفل ثياباً صفراء خلال فترة اليرقان، لأنها توحي بأن لون الطفل زائد الاصفرار وكل ذلك طبعاً لا يغني عن أخذ رأي الطبيب.

معالجة اليرقان عند حديث الولادة

الحالات الخفيفة والمتوسطة من اليرقان تزول وحدها دون علاج، أما حالات اليرقان الشديد فتحتاج للعلاج في مستشفى بواسطة لمبات نيون خاصة، أو بتبديل دم الطفل.

ويجب التأكيد هنا على أن ضوء النيون العادي في المنزل لا يفيد في العلاج، وكذلك إعطاء الماء والسكر للطفل أو السيروم السكري، ومن الأمور التي تساعد على سرعة زوال اليرقان هو التأكيد على الإكثار من الإرضاع الطبيعى من الأم.

حالة خاصة :

حالات قليلة جداً من يرقان الطفل حديث الولادة تحتاج لإيقاف الإرضاع الطبيعى، لعدة أيام، وهذا يقرره طبيب الأطفال فقط.

0 التعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة