الإيدز هو اختصار لمتلازمة فقدان المناعة Acquierd immune deficiency syndrome هذا المرض عبارة عن مجموعة من الأعراض المرضية والتي يدل ظهورها على أن المصاب يعانى من فقدان المناعة .
وبما أن فقدان المناعة قد يكون وراثياً فقد أضيفت لفظة " المكتسب " للتدليل على الفرق بينهما.
ومن المعروف أن المناعة تنخفض أيضاً لدى المصابين ببعض أنواع السرطان، وأولئك الذين يتلقون علاجاً كيميائياً للأورام الخبيثة، وأولئك الذين يتلقون كمية كبيرة من مشتقات الكورتيزون لعلاج أي مرض… والأطفال الذين يتلقون علاجاً لخفض المناعة عند نقل الأعضاء.
وهذه المجموعات كلها لا تدخل في تعريف مرض الإيدز (مرض فقدان المناعة المكتسبة) إذ لا بد أن يكون فقدان المناعة قد حدث بدون سبب طبي (أي بدون تعاطى عقاقير) وليس المصاب ممن يعانون من نقص المناعة وراثياً.
ويؤدى نقص المناعة المكتسبة إلى انتشار الميكروبات من الفيروسات والبكتيريا بالإضافة إلى الطفيليات والفطريات في جسم المصاب.
والنقطة الأخير المهمة في هذا التعريف هو أن هؤلاء الأشخاص كانوا يتمتعون بصحة جيدة وأن أغلبهم في سن الفتوة ( 20 – 35 سنة ) ومن الذكور المصابين بالشذوذ الجنسي. ولكن هذه النقطة الأخيرة ليست أساسية إذ أن هذا المرض ينتشر أيضاً لدى من يمارسون الزنا، ولدى البغايا وخاصة في أفريقيا الوسطي. كما أنه ينتشر بصورة كبيرة لدى الذين يتعاطون المخدرات بواسطة الحقن ( الزرق ) في الوريد.
ولقد أصبح هذا المرض الشغل الشاغل لأجهزة الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية في أوروبا ومنها إلى مختلف بقاع العالم.
وأصبح يمثل الرعب الجديد الذي ساد حضارة القرن العشرين، وأصبح اسم الإيدز مماثلاً لاسم الطاعون الأسود في القرن الثامن عشر الميلادي والقرون التي قبله عندما كان الطاعون يقضى على عشرات الملايين من البشر.
الإيدز هو أكثر الأمراض الجنسية شيوعاً في العالم. إذ يتراوح الرقم المثبت في الإحصائيات حوالي 250 مليون مصاب سنوياً. ولقد أصبح" الإيدز" مشكلة صحية مستعصية تهدد أرجاء العالم بأسره، لذا يعكف العلماء والأطباء على تحليلها وتشخيصها وبذل الجهود والمحاولات لعلاجها.
والإيدز هو مرض من أقوى الأمراض الفتاكة التي أصابت الجهاز المناعي في الإنسان منذ خلقه على وجه الأرض، مما يجعل الإنسان بلا أي قوة دفاعية ويحرره من جميع أسلحة الدفاع الموجودة في الجسم لمواجهة الميكروبات والفيروسات.
شكل الفيروس:
يسبب هذا المرض فيروس ضئيل لا يرى إلا بعد تكبيره مئات الآلاف من المرات بالمجهر الإلكتروني. وهــو نوع من الفيروسات المنعكسة ( Retrovirus ) والتي هي من أصغر الكائنات الدقيقة المعروفة لدينا، ولها قدرة عجيبة في استعمار الخلايا الحية والتكاثر فيها بواسطة التحكم في أسرار الجينات الموجودة في الخلايا.
نظرة سريعة على جهاز المناعة بالجسم البشرى:
لقد حبا الله تعالى الجسم الإنساني بوسائل دفاعية نشطة لصد هجمات الغزاة المعتدين عليه. ويقوم بهذه المهمة كرات الدم البيضاء وهى أنواع عديدة:
[ النوع الأول: هو الخلايا الليمفاوية وتوجد في الدم والغدد الليمفاوية والكبد والطحال ونخاع العظام الحمراء وتنقسم هذه الخلايا إلى قسمين:
· الخلايا البائية ( B, cells ) وتشكل من 10-20% من مجموعة الخلايا الليمفاوية في الدم، وهى خلايا متخصصة في صنع القذائف المضادة لأنواع الميكروبات المختلفة وهى ما تسمى بمضادات الأجسام ( Antibodies ).
· الخلايا التائية ( T, cells ) وتشكل من 60- 80% من الخلايا الليمفاوية في الدم، وهى اثني عشر صنفاً على الأقل، لكل منها ميزة خاصة ووظيفة محددة، فمنها من تتحول عندما تعلم بوجود العدو إلى خلايا مقاتلة تندفع في مجرى الدم إلى الخلايا المصابة حيث العدو فتقدم بمهاجمته والالتحام معه في قتال ضار وشرس حتى تتمكن من القضاء عليه.
· ومنها الخلايا المساعدة Helper cells T4 )(
· ومنها الخلايا المثبطة ( Suppressive T cells ) التي تمنع الخلايا وتثبطها من استمرار نشاطها الانتحاري بعد انتهاء المعركة والقضاء على الغازي، كما تثبط الخلايا البائية لتحد من إنتاج الأجسام المضادة.
والوظيفة الأساسية للخلايا البائية والتائية هي القضاء على الفيروسات والطفيليات والجراثيم والخلايا السرطانية.
* النوع الثاني: من خلايا الدم البيضاء وظيفته تتمثل في بلع الأعداء وكنس ميدان المعركة وتصفيته من الجثث المختلفة.
ميكانيزم المرض ( ماذا يحدث في مرض فقدان المناعة ):
يهاجم فيروس الإيدز الخلايا الليمفاوية المساعدة ( T 4 ) التي تمثل العمود الفقري والعقل المدبر لجهاز المناعة عند الإنسان فيشل حركتها ويتكاثر فيها بعد فك رموز أسرار جيناتها.
( سبحان الله … كيف توصل هذا الفيروس اللعين إلى معرفة شفرة الإنسان بهذه السهولة …… ؟؟ )
ثم يدمرها وتخرج منها أعداد هائلة من الفيروسات تهاجم خلايا جديدة، كما تقوم أعداد هائلة من الخلايا المساعدة السليمة بالانتحار حينما يأتيها الخبر بأن هذا الفيروس دخل إلى واحدة منهن ويتوالى تثبيط آليات الدفاع في جهاز المناعة حتى تنهار وسائل الدفاع تماماً. وعندئذ تشن الكائنات الدقيقة من الميكروبات المختلفة المتطفلة على الإنسان والغازية له من الخارج. القوى منها والضعيف – هجوماً كاسحاً على الجسم فتقضى عليه.
كيف تنتقل العدوى بفيروس الإيدز:
يمكن تقسيم وسائل انتقال العدوى بفيروس الإيدز من الشخص المصاب ( حامل الفيروس ) للشخص السليم إلى ثلاث وسائل رئيسية :
وثانيها : اتصال الجنسي بنوعيه.
وثانيها : بواسطة الدم .
وثالثها : من الأم الحاملة للفيروس إلى جنينها أو طفلها.
أولاً: الاتصال الجنسي بنوعيه ( بين الرجال والنساء أو بين الرجال والرجال " الشذوذ ")
1- الجماع الشرجي بين رجلين ( الشذوذ الجنسي ) أحدهما حامل للفيروس هو الذى يؤدى إلى أغلب الإصابات فى أمريكا وأوربا وأستراليا . وتشير البحوث الطبية الحديثة التي أجريت فى مختبر د.هاسلتين بجامعة هارفرد إلى أن سهولة انتقال الفيروس بواسطة الجماع الشرجي يرجع إلى وجود خلايا متخصصة في منطقة الشرج تسمى M لها قدرة فائقة على اجتذاب فيروس ( أتش – آى – في ) ونقله إلى العقد الليمفاوية ثم تكاثره وانتشاره بين خلايا المناعة لتدميرها، ومن ثم إضعاف المناعة واستيلاء الفيروس على السلطة في الجسم.
2- الجماع بين رجل وامرأة أحدهما حامل للفيروس وإن كانت كفاءة انتقاله من الرجل للمرأة أكثر. وقد نشر مؤخراً بحث يشرح كيفية انتقال الفيروس بهذه الطريقة فأوضح اكتشاف خلايا عند المرأة تسمى خلايا لانجرهانز langerhans تقوم باجتذاب فيروسات (إتش أى فى) بطريقة مشابهة جداً لخلايا M عند الرجال والمعروف أن المرض ينتشر الآن في أفريقيا وجنوب أسيا وخاصة فى تايلاند والهند بهذه الوسيلة حيث لا ضابط للعلاقات الجنسية بين الرجال والنساء وحيث ينتشر البغاء وتنعدم القيم الربانية .
ثانياً : عن طريق الدم :
1- تعاطى المخدرات بالوريد عن طريق حقن ملوثة بالفيروس، ذلك لأنه في غالب الأحوال تستخدم مجموعة المدمنين – نفس المحقن وبالتالي فإذا كان أحد هؤلاء حاملاً للفيروس فإنه ينتقل منه عبر المحقن الواحد إلى الباقين.
2- و عضو ملوث بالفيروس إلى شخص سليم، وإن كانت نسبة المصابين بهذه الوسيلة في تناقص منذ سنة 1985 حينما بدأ تسخين الدم واستخدام الوسائل المخبرية على نطاق واسع من أجل الكشف على عينات الدم والأعضاء قبل نقلها والتأكد من سلامتها.
ثالثاً : من الأم الحاملة للفيروس إلى جنينها :
وقد يحدث انتقال الفيروس إما أثناء الحمل أو أثناء الولادة أو بعد الولادة عن طريق الرضاعة وقد ثبت إمكانية انتقال العدوى أثناء الحمل عندما اكتشف وجود الفيروس في خلايا أجنة عمرها بضعة أسابيع. وثبتت إمكانية انتقال العدوى أثناء الولادة عندما اكتشفت إصابة بعض الأطفال بعد ولادتهم رغم أنهم لم يرضعوا من أمهاتهم وقد كانوا قبل ولادتهم غير مصابين بالفيروس. كذلك اكتشف في حالات ولادة التوائم ولادة طبيعية أن فرصة إصابة الذي يولد أولاً ضعف فرصة إصابة الثاني.
ويفسر ذلك بأن الأول يتعرض للاختلاط بنسبة أعلى من دماء وسوائل الأم المصابة بينما الثاني في ترتيب النزول لا يتعرض لهذه الكميات من السوائل المحتوية على فيروسات (إتش آى فى).
أما انتقال العدوى بواسطة الرضاعة فقد ثبتت لأنه تم عزل فيروس (إتش آى فى) من لبن الأم، وكذلك لحدوث حالات إصابة كثيرة لأطفال ولدوا بدون عدوى ثم ثبت انتقال العدوى لهم بعد بضعة شهور من الرضاعة.
أعراض الإيدز:
ما أن يتغلب فيروس الإيدز ( إتش آى في) (H . I . V) على الجهاز المناعي للإنسان حتى تبدأ أعراض المرض في الظهور . فيصاب المريض بالآتي :
1- انحطاط جسدي وإرهاق شديد لمدة عدة أسابيع.
1- تضخم في الغدد الليمفاوية على جانبي الجسم.
2- فقدان أكثر من 10 بالمائة من الوزن في فترة شهرين.
3- حمى دائمة وتعرق ليلى لعدة أشهر.
4- التهابات رئوية طفيلية وفطرية حادة وعلى رأسها الالتهاب الكارينى الذي يضيق عليه حريته في التنفس مع لهثة وسعال مستمرين تماماً كالمخنوق الفاقد لحريته.
5- مرض جلدي يتمثل في بقع قرمزية تشبه الكدمات في أي مكان من الجلد، وأمراض فطرية والتهابات ميكروبية على الجلد.
6- القناة الهضمية: فطريات كانديدا في الفم وعلى اللسان والحلق والبلعوم مع إسهال شديد مستمر شبيه بالكوليرا.
7- الجهاز العصبي: يصاب بالتشتت والهلاك.والإحباط والكآبة ثم الاختلال العقلي والجنون في المراحل المتأخرة، بالإضافة إلى التهابات الدماغ والنخاع الشوكي والسحائي … مما يؤدى إلى أنواع مختلفة من الشلل مع الصداع الشديد والحمي، كما يصاب المريض في بعض الأحيان بالعمى.ثم ينتهي المريض إلى الموت والهلاك.
وهكذا نرى أنه قد اجتمعت لمريض الإيدز مجموعة أعراض لمجموعة أمراض خطيرة تنتهي به إلى الموت.
ولهذا السبب فكلمه (Aids) هي اختصار لعبارة (الأمراض المتزامنة لنقص المناعة المكتسب) (Acquired Immune Deficiency Syndrome)
سوائل الجسم المحتوية على فيروس الإيدز:
ثبتت وجود فيروس الإيدز في إفرازات وسوائل الإنسان المختلفة مثل الدم ومشتقاته والسائل المنوي (المني) واللعاب والدموع والسائل المخي النخاعي ولبن الأم والإفرازات المهبلية إلا أنه لم يتم عزله حتى الآن من العرق. لكن أعلى تركيز له في المني والدم. ومن هذين الطريقتين فقط تم إثبات حدوث العدوى بالفيروس.
انتشار الإيدز في العالم
أرقام وإحصاءات (يناير 1997)
1- تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين بفيروس الإيدز ( إتش أى فى ) ومرضي الإيدز الذين يعيشون الآن بحوالى 22.6 مليون شخص في العالم، منهم 21 مليون في الدول النامية. وأغلب هؤلاء (20 مليون شخص ) يعيشون إما في دول حزام الإيدز الأفريقي ( أي دول ما دون الصحراء الكبرى أو في جنوب وجنوب شرقي آسيا.
2- في عام 1995 ولد حوالي نصف مليون طفل مصاب بفيروس الإيدز، أغلبهم (67%) في دول حزام الإيدز الأفريقي، 30% في جنوب وجنوب شرقي آسيا.
3- عدد الرجال المصابين بعدوى فيروس الإيدز يبلغ الآن 12.2 مليون شخص أي حوالي 58%.
4- عدد النساء المصابات بعدوى فيروس الإيدز 8,8 مليون بمعدل 42% .
1- عدد الحا). الجديدة من إصابات فيروس الإيدز في عام 1996 (3.1 مليون ).
2- عدد الوفيات من الإيدز عام 1996 مليون ونصف مليون حالة.
3- إجمالي عدد حالات الإصابة بعدوي فيروس الإيدز منذ بداية الوباء حنى الآن 29.4 مليون حالة.
4- إجمالي عدد مرضى الإيدز منذ بداية الوباء حتى الآن 8.4 مليون مريض.
5- إجمالي الوفيات من الإيدز منذ بداية الوباء حتى الآن 6.4 مليون حالة.
6- يتوقع الباحثون أنه مع حلول عام 2000 قد يبلغ عدد حاملي فيروس الإيدز في الهند ما بين 15 مليون إلى 50 مليون شخص، وتنتشر العدوى بالفيروس سريعاً هناك نتيجة للعلاقات الجنسية والإباحية المنتشرة خاصة بين سائقي الشاحنات والبغايا الذين ينقلون المرض عبر القارة الهندية المتسعة.
7- يتوقع تيتيما 2 مليون طفل في كينيا، رواندا، أوغندا، وزامبيا مع حلول عام 2000 وذلك لوفاه أبويهم نتيجة الإيدز.
8- بلغت مبيعات أدوية الإيدز والأمراض المتعلقة به 1.3 بليون دولار في العالم عام 1995 وحده.
9- 1.4 مليون طفل من إجمالي 1.6 مليون طفل مريض بالإيدز يعيشون في دول حزام الإيدز الأفريقي ( أي بمعدل 85% من الإجمالي ).
تكاليف الإيدز:
ليس الإيدز مرضاً قاتلاً فحسب ولكنه أيضاً مرضاً عال التكلفة. ورغم أنه لا يوجد أي علاج حتى الآن لهذا المرض إلا أن تكاليف العناية بمريض الإيدز تتراوح بين خمسين ألف ومائة وخمسين ألف دولار " التايمز الأمريكية – 12 أغسطس 1985 " وبما أن عدد المصابين بالإيدز في الولايات المتحدة قد جاوز سبعة ألف شخص فإن متوسط العناية بالمريض الواحد تكلف الدولة مائة ألف دولار. وأن العناية بمرضى الإيدز قد كلفت الولايات المتحدة الأمريكية حتى نهاية 1985 حوالي 170 مليون دولار، وإذا أضيف إلى ذلك خسارة أيام العمل وغيرها فإن الخسارة المادية قد جاوزت خمسة آلاف مليون دولار … وإذا أضيف إليها تكاليف الأبحاث عن الإيدز وتكاليف فحص الدم الذي أصبح إجبارياً لكل متبرع بالدم فإن ذلك يرفع الرقم إلى عشرات الملايين من الدولارات وخاصة إذا حسبنا تكاليف مرضى الإيدز وأبحاث الإيدز في أوربا ومختلف مناطق العالم.
وهذه التكاليف وغيرها الكثير والكثير ما هي إلا قطرات ضئيلة من البحار الكثيرة التي ستدفعها البشرية مقابل خروجها على فطرتها التي فطرها الله تعالى عليها ومخالفتها لمنهج الله تعالى ورسوله الكريم.
هل إنتاج لقاح واق شئ واقعي أم محض خيال ؟
عكف عدد غير قليل من العلماء الأكفاء منذ بداية ظهور الإيدز وحتى الآن على إجراء تجارب كثيرة وبحوث مستمرة محاولين التوصل إلى لقاح
لوقاية الناس من الإصابة بعدوى فيروس الإيدز، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح أي منها رغم النجاح الملحوظ في إيجاد أدوية للحد من تكاثر الفيروس بعد أن يدخل الجسم.
والسؤال الآن: لماذا ؟
هناك أسباب عديدة لذلك ولعل أهمها هو أن فيروس ( إتش أى فى ) يتميز بقدرة عجيبة على المرونة داخل الجسم بحيث يستطيع تغيير شكل غلافه الخارجي ليبدو وكأنه فيروس مختلف. فكل مرة يعطى فيها لقاح معين في التجارب لمجموعة من الناس يلاحظ أن الفيروس غير شكله الخارجي بحيث يخدع أي أجسام مضادة تكون قد تكونت ضد الشكل القديم للفيروس.
لذلك فمن المتوقع إيجاد لقاح فعال قريباً لعدم توافر بعض الخصائص الهامة الضرورية لنجاح أي لقاح.
فمن خصائص اللقاح الفعال أن يؤدى إلى وقاية الناس من عدد كبير من فصائل فيروس ( إتش آى فى ) مهما تحورت أو غيرت من مظهرها الخارجي. كذلك من خصائص اللقاح الفعال الناجح أن يكون آمناً للاستعمال رخيصاً في التكلفة.
ويمكن أن يتحمل التخزين تحت درجات الحرارة العالية دن أن يفسد حتى يصلح للاستعمال في الدول الفقيرة.
ولا أعتقد أن الأبحاث التي تجرى حالياً يمكنها الوصول إلى ذلك اللقاح قريباً.
هل نحن في مأمن ؟
من السذاجة بمكان أن ننظر حولنا ونعتقد أن الإيدز مرض يواجه بعض الدول ولا يواجه وطننا العربي الحبيب. ومن الأسف أننا نطالع في أكثر الصحف والمجلات أن مشكلة (الإيدز) تواجه بالدرجة الأولى أفريقيا وأوربا ووسط أفريقيا. وتناسى هؤلاء الكتاب الأفاضل أن الوطن العربي يقع نصفه في شمال أفريقيا، كما تناسوا أن الولايات المتحدة وأوربا قد انتقل إليهم المرض من وسط أفريقيا.
ولا جدال في أن التفاؤل هنا مهما كانت نواياه حميدة فإنه يعتبر جريمة في حق الإنسان المسلم وذلك لعوامل كثيرة منها:
* أنه لا يمكن محاصرة وباء الفيروس إلا بالتطعيم، وطالما أنه ليس هناك تطعيم لمرض الإيدز فلا نستطيع أن نقول أننا في مأمن من هذا الوباء.
* طالما أن هناك أسفاراً أو انتقالات مستمرة، فإن وصول الفيروس بصورة أو بأخرى من الأمور المحتملة.
* وجد أن الإصابة بمرض الإيدز أشد ضراوة في الأماكن غير النظيفة والتي يتكدس بها السكان … وما أكثر الأماكن التي تنتشر فيها القاذورات في وطننا العربي.
* ناهيك عن عدم توفر وسائل الكشف الطبي والتشخيصي لهذا المرض عندنا
يقول د. سيد الجميلى في أحد أعداد مجلة " الأزهر" القاهرية في حديثه عن الإعجاز الطبي في القرآن الكريم ومرض الإيدز
" لا يجب أن نمر على هذا الحديث المروع من غير نظرة تفكير وتأمل متأنية، فإن هذا البلاء مجالاً للاعتبار، فالطب الحديث المتطور بأحدث الأدوات والآلات الطبية وقف مشدوهاً جامداً إزاء هذا الفيروس الغير مرئي بالعين المجردة أو بالمجاهر والمكبرات العادية.
* وإن أي قوة عاتية مدمرة غازية مهما كان مستوى استعداده لا تستطيع أن تصل إلى درجة نفاذ هذا الفيروس ومضائه.
* لا أعدو الحقيقة إذا قلت أنه – أي مرض الإيدز – عبارة عن قنبلة ذرية غير منظورة. وإن الزناة وممارسي البغاء هم حطب هذا الداء الوبيل.
والكلمة لأولئك الذين اجترءوا على حدود الله: أريحو أنفسكم وطامنوا من غروركم فإن صحف الغيب فيها أشياء وأشياء تجل عن الوصف وتدق عن الفهم وإنما استأثر بها الحق جل شأنه رحمة بالعباد … فما أوتيتم من العلم إلا قليلا .
0 التعليقات
إرسال تعليق